الحلقة الـ 13 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : نماذج من الرسائل الغير مشجعة للأبناء ليتم تفاديها.

....................                                                                                   

 لا تساعد  الرسائل  الغير مشجعة  التي يوجهها الآباء إلى  أبنائهم  على تطوير سلوكهم ونمو شخصياتهم بطريقة إيجابية ..وكما ذكرت من قبل فإنها تكون بإشكال مختلفة بعضها يتمثل في رغبة الآباء في أن يساعدوا أبنائهم على حل واجباتهم المدرسية عندما لا يطلب هؤلاء الأبناء هذه المساعدة ..ويصر الآباء  عليها وكأنهم يقولون لإبنائهم

" نحن لا نثق في قدراتكم  في أن تعتمدوا على أنفسكم في الدراسة "

بعض هذه الرسائل كأنها تقول للإبناء " نحن نخجل منكم أو نلومكم "

 كيف تصل للطفل عبارة  تقول له فيها والدته .

" هل يمكن أن تتعاون معي مرة واحدة على الأقل بين حين وآخر "

إنها تصل إليه هكذا " أنا لا أعتقد أنك تستطيع أن تتساعد معي "

وتؤثر هذه الجملة على معنويات الطفل فيشعر من خلالها بتقليل والدته لشخصيته وتحقير قيمتها وتوجيه اللوم له

 وعندما يقول الأب لإبنه " أرني  أذا كان لديك عقل يفكر وقم باختيار ما تريد ه لمجرد التغيير "

هذه الرسالة الغير مشجعة تصل  إلى فهم الطفل هكذا

"أنت أحمق ..وأنا لا أعتقد أنك قادر على أن تختار بشكل جيد "

وتأثير هذه  الرسالة  سلبي علي ثقة الطفل بنفسه  لإنه يشعر أن والده يخجل منه ويقلل من شأنه .

وعندما يقول الأب لإبنه " أنا لا أصدق نفسي ..هل أنت حقاً قمت بواجبك لمجرد التغيير "

 فإن الإبن يفهم الرسالة كالآتي   :"أنا لا أتوقع تعاونك وأنت لا تصل إلى مستوى توقعاتي "

وعندما يقول الأب لإبنه " هل ما فعلته هو أفضل ما يمكن أن تقوم به ؟"

تصل هذه الرسالة السلبية إلى الإبن هكذا

 " أنت لا تستطيع أن تتنافس ولا تصل إلى مستوى توقعاتي منك "

وإذا قالت الأم لإبنتها وهي تتحداها " أفعل ذلك العمل إذا كنت تجرأين ؟ 

تفهم الطفلة هذه الرسالة هكذا

" استمري في سلوكك السيء لإنني لا أتوقع تعاونك وأريد أن أريك أني أنا الرئيسة لا أنت "

 أما تأثير هذه الرسالة الغير مشجعة على الطفلة .. فهو إثارتهالتتحدى أمها وتشعر بإن والدتها تلومها  وتقلل من قيمة شخصيتها .

وعندما يقول الأب لإبنه عندما يثير غضبه بتصرفاته

 " هناك دائماًأراجوز في العائلة " فإن هذه الرسالة تصل إلى الطفل هكذا :

" أنت قليل الأهمية وغير مقبول منا كعائلة "

وتأثير هذه الرسالة السيء على الطفل شعوره أنه مرفوض من عائلته  وأن والده  يهينه

                                                  (٢)

ويخجل منه ويحط من قدره

لنفترض قال الأب  لإبنه " والآن ياولد ياذكي اخبرني كيف ستحل مشكلتك ؟" فإن هذه الرسالة  السلبية  سوف تصل إلى فهم إبنه هكذا :

"أنت ولد غبي ولا تستطيع أن تحل مشكلتك وحدك "

ألا يشعر الطفل بهذه الرسالة أن والده  يهينه ويحط من قدر ذكائه ويقلل من شأنه

"وإذا قالت الأم لإبنتها " أعرف أنني لا أستطيع أن أتركك وحدك دون أن تسببي مشكلة "

فإن هذه الرسالة  السلبية   تصل إلى فهم الإبنة  هكذا

" أنت غير قادرة  وحدك على أن تتصرفي بطريقة مقبولة ."

أما تأثير ذلك على الإبنه فإنها تشعر أن والدتها تلومها  وتهينها وتقلل من شأنها

ماذا عن التصرفات السلبية التي يتصرفها الآباء مع أبنائهم ؟  من المؤكد أنها ترسل رسائل  غير  مشجعة لا بالكلام  وإنما  بالفعل .. حتي لو كانت نية الآباء حسنة معهم .

لنقرأ معاً هذا المثال ليوضح  ما هي  الرسائل الفعلية الغير مشجعة للأبناء لتطوير سلوكهم .

محمد طفل في الرابعة من عمره ..كان يريد أن يصب الحليب في الكأس ..وكانت والدته تخاف أن يسكب الحليب  على الأرض..لذلك أسرعت وأمسكت بعلبة الحليب لتصب له بنفسها.

ترى كيف وصلت هذه الرسالة الفعلية لإبنها .؟

لقد وصلت هكذا " أنت غير قادر على أن تصب بنفسك الحليب ..أي أنك غير قادر على القيام بهذه المهمة ..أنت بحاجة لي لكي أ قوم بها عنك .

علياء طفلة في الثامنة من عمرها ..كانت تقوم بإداء واجباتها المدرسية وهي جالسة على كرسي طاولة الطعام في المطبخ مع والدتها وهي تعد طعام العائلة   ..كانت هذه الأم تعر ض مساعداتها لإبنتها في حل واجباتها  عدة مرات..وتقترح عليها اقتراحات عديدة رغم أن الإبنة لم تطلب من أمها المساعدة .

إن الرسالة السلبية لفعل الأم  تصل إلى علياء هكذا :" أنت غير قادرة على حل واجباتك المدرسية وحدك ..ولذلك أنت بحاجة لي لحلها .

طفل في الخامسة من عمره طلب له والده من مطعم الوجبات السريعة سند ويتش  دون أن يسأله عما يريد وكأنه يقول له .

"أنت غير قادر على  اتخاذ  هذا القرار..أنا وحدي القادر على أن أقوم بذلك ..

   طفلة في الخامسة من عمرها ..أصرت والدتها على أن أن تساعدها في ارتداء ملابسها    ..الرسالة التي وصلت إلى فهم الطفلة هي " أنت غير قا درةعلى ارتداء ملابسك وحدك  أبمعنى آخر أن تتخذي قراراتك  دون مساعدتي ؟

 وهذه الرسالة الغير مشجعة تحمل تقليل لشأن الإبنه وعدم ثقة الأم  في قدرة ابنتها على   اتخاذ قراراتها .